حقبة المؤسس عارف النكدي (1939 – 1975)
عام 1939 أطلق عارف النكدي نداء" يدعو فيه كل من دروز لبنان وسوريا ومن هاجر الى أصقاع العالم للمساهمة ماديا" في إنشاء دار للأيتام ، ولم يتأخر الوقت حتى تم استئجار وتجهيز بيت صغير في بيروت أوى عددا" قليلا" من الأولاد وناظرة ، وبدأت العملية الفعلية لإستقبال الأيتام في العام الدراسي 1940-1941 .
كان للتطور الكبير خلال السنوات الخمس الأولى أثر كبير لدى المحسنين وإدارة بيت اليتيم ، فتكاتف الجميع لدعم المشروع كي يتمكن من القيام بالخدمات الإنسانية من كساء المسعفين وتعليمهم وتأمين الإقامة لهم ؛ وما الحماس في جمع التبرعات وإرسالها الى عارف النكدي إلا مؤشرعلى نية الخيّرين وشعورهم العميق بحاجتهم الماسّة الى بيت اليتيم . ومنذ البداية كان النكدي يرغب في مشاركة أكبر عدد من الخيّرين ولو بليرة واحدة لتشمل قاعدة بيت اليتيم أكثر فئات الشعب .
ومع تنامي التبرعات وازدياد عدد الأيتام اصبح التوسّع ضرورة ، فانتقلت مؤسسة بيت اليتيم الدرزي الى عبيه عام 1955 واستقرّت في أبنية شتّى مستأجرة كما تمّ شراء قطعة أرض لتشييد بناء جديد عليها . بدأ العمل في هذا المشروع سنة 1963 بعد أن تعاقد عارف النكدي مع مصلحة الإنعاش الإجتماعي التي قدمت ثلث المال وتعهّد هو بتأمين الثلثين وذلك برهن أملاكه الخاصة تأمينا" على القروض المصرفية ؛ وقد تمّ افتتاحه عام 1968 .
بعد ذلك كرّت سبحة التطوير في هذه الحقبة ؛ ونتذكر هنا ما قاله في مستهل أحد الأعوام : " نستهل عامنا بحمد الله وشكر المحسنين، لا سيما المهاجرين الذين عرفوا حقّ وطنهم عليهم ، فأدّوا له أموالا" لا أقوالا" ، فشيّدنا بهذه الأموال التي تبرّعوا بها هذه المباني الضخمة ، فرفعت لنا ذكرا" في الأحياء بعد أن كانت حقّ علينا كلمة العفاء " .
وبعد الإنتهاء من تشييد البناء الأساسي نورد على سبيل المثال لا الحصر بعض الانجازات المرتبطة بهذه الحقبة :
- تجهيز المبنى الأساسي بكل ما هو ضروري لايواء وكساء وتعليم الأولاد
- شراء بناية كنعان وانجاز القسم الأول منها لتصبح صالحة للايواء والتعليم
- انشاء مبنى يضم مكاتب الإدارة
- التمهيد لإنشاء مدرسة مهنية وذلك بشراء عقار في عبيه لتقوم عليه.
وهكذا ظل المرحوم عارف النكدي ينشىء ويُجدّد ويُضيف ويطور حتى وفاته في ١٩٧٥/٣/٢٣ وكل ذلك بفضل المحسنين الذين تجاوبوا معه وما زالوا يتجاوبون مع كل خطوات تقدم بيت اليتيم الدرزي وحاجاته.